الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: فتح الغفار الجامع لأحكام سنة نبينا المختار
.[33/14] باب ترتيب السرايا والجيوش واتخاذ الرايات وألوانها 5174 - عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «خير الصحابة أربعة وخير السرايا أربع مائة وخير الجيوش أربعة آلاف ولا تغلب اثني عشر من قلة» رواه أحمد وأبو داود والترمذي، وقال: حديث حسن وذكر أنه في أكثر الروايات عن الزهري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا وأخرجه الحاكم، وقال: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.5175 - وعن سلمة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لأعطين الراية رجلًا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فأعطاها عليًا» أخرجاه.5176 - وعن ابن عباس قال: «كانت راية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سوداء ولواءه أبيض» رواه الترمذي وابن ماجة بإسناد فيه مقال.5177 - وعن سماك عن رجل من قومه عن آخر منهم، قال: «رأيت راية النبي - صلى الله عليه وسلم - صفراء» رواه أبو داود وفي إسناده مجهول.5178 - وعن جابر «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل مكة ولواءه أبيض» رواه الخمسة إلا أحمد وأخرجه الحاكم وابن حبان، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث يحيى بن آدم عن شريك.5179 - وعن الحارث بن حسان البكري قال: «قدمنا المدينة فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر وبلال قائم بين يديه متقلد بالسيف وإذا رايات سود فسألت ما هذه الرايات، فقالوا عمرو بن العاص قدم من غزاة» رواه أحمد وابن ماجة ورجاله رجال الصحيح، وفي لفظه نسبة في "المنتقى" للترمذي «قدمت المدينة فدخلت المسجد فإذا هو غاص بالناس وإذا رايات سود وإذا بلال متقلد بالسيف بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلت: ما شأن الناس؟ قالوا: يريد أن يبعث عمرو بن العاص وجهًا».5180 - وعن البراء بن عازب «أنه سئل عن راية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما كانت؟ قال: كانت سوداء مربعة من نمرة» رواه أحمد وأبو داود والترمذي، وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن أبي زايدة..[33/15] باب ما جاء في تشييع الغازي والدعاء له واستقباله 5181 - عن سهل بن معاذ عن أبيه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لأن أشيع غازيًا فأكفيه في رحله غدوة أو روحة أحب إلي من الدنيا وما فيها» رواه أحمد وابن ماجة وإسناده ضعيف.5182 - وعن عبد الله بن يزيد الخطمي قال: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن يستودع الجيش قال: أستودع الله دينكم وأمانتكم وخواتيم أعمالكم» رواه أبو داود والنسائي وسكت عنه أبو داود والمنذري وأخرجه الحاكم.5183 - وقد تقدم في كتاب الحج من حديث ابن عمر كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يودعنا «أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك» رواه الترمذي وقال: حسن صحيح.5184 - وعن السائب بن يزيد قال: «لما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - من غزوة تبوك، خرج الناس يتلقونه من ثنية الوداع، قال: السائب فخرجت مع الناس وأنا غلام» رواه أبو داود والترمذي وصححه وللبخاري نحوه.5185 - وعن ابن عباس قال: «مشى معهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بقيع الفرقد ثم وجههم ثم قال: انطلقوا على اسم الله، وقال: اللهم أعنهم يعني النفر الذي وجههم إلى كعب بن الأشرف» رواه أحمد وفي إسناده ابن اسحق وهو مدلس وبقية إسناده رجاله رجال الصحيح.5186 - وعن ابن عباس «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما قدم مكة استقبله أُغيلمة لبني المطلب فحمل واحدًا بين يديه وآخر خلفه» رواه البخاري.قوله: «ثنية الوداع» الثنية العقبة وسميت بذلك لأن من سافر إلى مكة كان يودع ثمة ويشيع إليها. قوله: «بقيع الفرقد» قد تقدم ضبطه وتفسيره..[33/16] باب استصحاب النساء لمصلحة المرضى والجرحى والخدمة وليس عليهن جهاد 5187 - عن الربيع بنت معوذ قالت: «كنا نغزو مع النبي - صلى الله عليه وسلم - نسقي القومونخدمهم ونرد القتلى والجرحى إلى المدينة» رواه أحمد والبخاري.5188 - وعن أم عطية الأنصارية قالت: «غزوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبع غزوات أخلفهم في رحالهم وأصنع لهم الطعام وأداوي الجرحى وأقوم على الزمنى» رواه أحمد ومسلم وابن ماجة.5189 - وعن أنس قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يغزو بأم سليم ونسوة معها من الأنصار يسقين الماء ويداوين الجرحى» رواه مسلم والترمذي وصححه.5190 - وعن عائشة أنها قالت: «يا رسول الله! نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد؟ قال: لكن أفضل الجهاد حج مبرور» رواه أحمد والبخاري.5191 - وعنها قالت: «قلت: يا رسول الله! على النساء جهاد؟ قال: نعم جهاد لا قتال فيه: الحج والعمرة» رواه ابن ماجة.قوله: «الربيع» بالتشديد ومعوذ آخره ذال معجمة وقبلها واو مشددة..[33/17] باب الأوقات التي يستحب فيها الخروج إلى الغزو والنهوض إلى القتال 5192 - عن كعب بن مالك «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج في يوم الخميس في غزوة تبوك، وكان يحب أن يخرج يوم الخميس» متفق عليه.5193 - وعن صخر الغامدي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اللهم بارك لأمتي في بكورها. قال وكان إذا بعث سرية أو جيشًا بعثهم من أول النهار وكان صخر رجلًا تاجرًا وكان يبعث تجارته من أول النهار فأثرى وكثر ماله» رواه الخمسة وحسنه الترمذي وصححه ابن حبان، وقال ابن طاهر: هذا الحديث رواه جماعة من الصحابة ولم يخرج شيئًا منها في الصحيحين وأقربها إلى الصحة والشهرة هذا الحديث.5194 - وعن النعمان بن مقرن «أن النبي - صلى الله عليه وسلم -: كان إذا لم يقاتل أول النهار أخر القتال حتى تزول الشمس وتهب الرياح وينزل النصر» رواه أحمد وأبو داود وصححه البخاري وقال: «انتظر حتى تهب الأرواح وتحضر الصلاة».5195 - وعن ابن أبي أوفى قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحب أن ينهض إلى عدوه عند زوال الشمس» رواه أحمد وضعف إسناده في "مجمع الزوائد".5196 - وأما حديث: «بورك لأمتي في بكورها يوم الخميس» فهو حديث ضعيف أخرجه الطبراني من حديث نبيط..[33/18] باب تحريم القتال في الأشهر الحرم. قال الله تعالى: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِير} [البقرة:217] وأكد ذلك في سورة المائدة فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلا الشَّهْرَ الْحَرَامَ} [المائدة:2].5197 - وعن عروة بن الزبير قال: «بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن جحش على سرية في جمادى الآخرة قبل قتال بدر بشهرين ليرصد عيرًا لقريش فيها عبد الله بن عمرو الحضرمي وثلاثة معه فقتلوه وأسروا اثنين واستاقوا العير وما فيها من تجارة الطايف وكان ذلك أول يوم من شهر رجب وهم يظنونه من جمادى الآخرة، فقال قريش قد استحل محمد الشهر الحرام فوقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العير وعظم ذلك على أصحاب السرية، وقالوا: ما نبرح حتى تنزل توبتنا ورد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العير والأسارى» أخرجه ابن إسحاق في "المغازي"، قال: حدثني يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير فذكره، ورواه البيهقي من طريقه في "الدلائل"، وكذا ذكره ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة، ومن طريقه الواحدي.5198 - وأخرجه الطبراني من حديث جندب بن عبد الله البجلي موصولًا.5199 - وعن أبي بكرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض: السنة اثنى عشر شهرًا منها أربعة حرم ثلاثة متوالية ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان» أخرجاه والترمذي، وقال: حسن صحيح، وذكر في "الهدي النبوي" الاثنين، وقال: ليس في كتاب الله ولا سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ما نسخ حكمها ولا أجمعت الأمة على نسخه، وردّ استدلال من استدل بقوله تعالى: {وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً} [التوبة:36] ونحوها من العمومات..[33/19] باب ترتيب الصفوف وجعل سيما وشعارًا يعرف وكراهة رفع الصوت 5200 - عن أبي أيوب قال «صففنا يوم بدر فندرت منا نادرة أمام الصف، فنظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: معي معي» رواه أحمد، قال في "مجمع الزوائد": في إسناده ابن لهيعة وفيه ضعف، والصحيح أن أبا أيوب لم يشهد بدرًا انتهى.5201 - وعن عمار بن ياسر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «كان يستحب للرجل أن يقاتل تحت راية قومه» رواه أحمد قال في "مجمع الزوائد": إسناده منقطع، وأخرجه أبو يعلى والبزار والطبراني، وفي إسناده اسحق بن أبي اسحق الشيباني ولم يضعفه أحد، وبقية رجاله ثقات، انتهى.5202 - وفي حديث مروان والمسور في قصة الفتح عند البخاري «أن على الأنصار سعد بن عبادة ومعه الراية وكانت رايته - صلى الله عليه وسلم - مع الزبير».5203 - وعن المهلب بن أبي صفرة عمن سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إن بيتكم العدو فقولوا: حم لا ينصرون» رواه أحمد وأبو داود وذكر الترمذي أنه روي عن المهلب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا وأخرجه الحاكم موصولًا وقال: صحيح. قال والرجل الذي لم يسمه المهلب هو البراء ورواه النسائي بلفظ: «حدثني رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -».5204 - قال في "الخلاصة": حديث البراء بن عازب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنكم ستلقون العدو غدًا فليكن شعاركم حم لا ينصرون» رواه أحمد والنسائي والحاكم وصححه.5205 - وعن سلمة بن الأكوع قال: «غزونا مع أبي بكر زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكان شعارنا أمت أمت» رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة وسكت عنه أبو داود والمنذري والحافظ في "التلخيص".5206 - وعن الحسن عن قيس بن عبادة قال «كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يكرهون الصوت عند القتال».5207 - وعن أبي بردة عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بمثل ذلك رواهما أبو داود وسكت عنهما هو والمنذري ورجاله رجال الصحيح..[33/20] باب ما جاء من النهي أن يسافر إلى أرض العدو ومعه مصحف 5208 - عن عبد الله بن عمرو قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو» رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي..[33/21] باب استحباب الخيلاء في الحرب 5209 - عن جابر بن عبد الله أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن من الغيرة ما يحب الله ومن الغيرة ما يبغض الله وإن من الخيلاء ما يحب الله، ومنها ما يبغض الله، فأما الغيرة التي يحبها الله فالغيرة في الريبة وأما الغيرة التي تبغض الله فالغيرة في غير الريبة والخيلاء التي يحب الله فاختيال الرجل بنفسه عند القتال واختياله عند الصدقة والخيلاء التي يبغض الله فاختيال الرجل في الفخر والبغي» رواه أحمد وأبو داود والنسائي وسكت عنه أبو داود والمنذري وفي إسناده عبد الرحمن بن جابر بن عتيك وهو مجهول وقد صحح الحديث الحاكم.قوله:«الخيلاء» قال في "جامع الأصول": الخيلاء والمخيلة العجب والكبر انتهى، وقد تقدم تفسيره في كتاب اللباس..[33/22] باب ما جاء في الترجل عند اللقاء 5210 - عن البراء بن عازب قال: «لما لقي النبي - صلى الله عليه وسلم - المشركين يوم حنين نزل عن بغلته وترجل» رواه البخاري ومسلم في حديث طويل واللفظ لأبي داود..[33/23] باب الكف عن قتل من عنده شعار الإسلام 5211 - عن أنس قال «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا غزا قومًا لم يغز حتى يصبح فإذا سمع أذانًا أمسك وإذا لم يسمع أذانًا أغار بعد ما يصبح» رواه أحمد والبخاري، وفي رواية: «كان يغير إذا طلع الفجر وكان يسمع الأذان فإن سمع الأذان أمسك وإلا أغار، وسمع رجلًا يقول: الله أكبر الله أكبر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الفطرة، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، فقال: خرجت من النار» رواه أحمد ومسلم والترمذي وصححه.5212 - وعن عصام المزني قال: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا بعث السرية يقول: إذا رأيتم مسجدًا أو سمعتم أذانًا فلا تقتلوا أحدًا» رواه الخمسة وقال الترمذي: حسن غريب.5213 - وعن ابن عباس: «لقي ناس من المسلمين رجلًا في غنيمة له فقال السلام عليكم فأخذوه وقتلوه وأخذوا تلك الغنيمات فنزلت: {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ} [النساء:94] إلخ» أخرجاه، وفي لفظ عن ابن عباس قال: «مرّ رجل من بني سليم على نفر من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعه غنم له فسلم عليهم، قالوا: ما سلم عليكم إلا لتعوذ منكم فقاموا فقتلوه وأخذوا غنمه فأتوا بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأنزل الله تبارك وتعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا} [النساء:94]» رواه الترمذي، وقال: حديث حسن وفي الباب عن أسامة بن زيد..[33/24] باب جواز تبييت الكفار ورميهم بالمنجنيق وإن أدى إلى قتل ذراريهم 5214 - عن الصعب بن جثامة «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن أهل الدار من المشركين يبيتون فيصاب من نسائهم وذراريهم فقال: هم منهم» رواه الجماعة إلا النسائي وزاد أبو داود، قال الزهري ثم «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قتل النساء والصبيان».5215 - وعن ثور بن يزيد «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نصب المنجنيق على أهل الطايف» أخرجه الترمذي وأبو داود عن مكحول هكذا مرسلًا، قال في "بلوغ المرام" ورجاله ثقات ووصله العقيلي بإسناد ضعيف عن علي وقال في "الخلاصة": أنه رواه الترمذي مرسلًا وضعفه.5216 - وعن سلمة بن الأكوع قال: «بيتنا هوازن مع أبي بكر الصديق وكان أمّره علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة وهو طرف من الحديث المتقدم في باب ترتيب الصفوف..[33/25] باب الكف عن قصد النساء والصبيان والرهبان والشيخ الفاني بالقتل 5217 - عن ابن عمر قال: «وجدت امرأة مقتولة في بعض مغازي النبي - صلى الله عليه وسلم - فنهى - صلى الله عليه وسلم - عن قتل النساء والصبيان» رواه الجماعة إلا النسائي.5218 - وعن رباح بن ربيع أنه: «خرج مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة غزاها على مقدمته خالد بن الوليد فمرّ رباح وأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على امرأة مقتولة مما أصابت المقدمة فوقفوا ينظرون إليها يعني يتعجبون من خلقها حتى لحقهم رسول الله على راحلته فأفرجوا عنها فوقف عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ما كانت هذه لتقاتل، فقال لأحدهم إلحق خالدًا فقل له: لا تقتلوا ذرية ولا عسيفًا» رواه أحمد وأبو داود والنسائي من رواية رباح بالباء الموحدة على الأصح، وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين، وقال ابن حبان محفوظ، وقال البيهقي لا بأس بإسناده.5219 - وعن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «انطلقوا باسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله ولا تقتلوا شيخًا فانيًا ولا طفلًا صغيرًا، ولا امرأة ولا تغلوا وضموا غنائمكم وأصلحوا وأحسنوا إن الله يحب المحسنين» رواه أبو داود بإسناد ضعيف.5220 - وعن ابن عباس قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا بعث جيوشه قال: اخرجوا باسم الله تعالى تقاتلون في سبيل الله من كفر بالله لا تغدروا ولا تغلوا ولا تمثلوا ولا تقتلوا الولدان ولا أصحاب الصوامع» رواه أحمد في إسناده إبراهيم بن أبي حبيبة وهو ضعيف ووثقه أحمد.5221 - ورواه البيهقي من رواية خالد بن يزيد بلفظ: «لا تقتلوا النساء ولا أصحاب الصوامع» وقال منقطع وضعيف.5222 - وعن كعب بن مالك عن عمه: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حين بعث إلى ابن أبي الحقيق بخيبر نهى عن قتل النساء والصبيان» رواه أحمد قال في "مجمع الزوائد: ورجاله رجال الصحيح.5223 - وقد تقدم حديث ابن عمر شاهد لصحته.5224 - وعن الأسود بن سريع قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تقتلوا الذرية في الحرب، فقالوا: يا رسول الله! أو ليس هم أولاد المشركين؟ قال: أو ليس خياركم أولاد المشركين» رواه أحمد قال في "مجمع الزوائد": ورجال أحمد رجال الصحيح.5225 - وعن سمرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اقتلوا شيوخ المشركين واستبقوا شرخهم يعني من لم ينبت منهم» رواه أحمد وأبو داود والترمذي من رواية الحسن عن سمرة، وقال حسن صحيح غريب وخالف عبد الحق فضعفه ولا يعارض هذا حديث أنس «لا تقتلوا شيخًا فانيًا» فقد وقع التقييد فيه بالشيخ الفاني الذي لم يبق فيه نفع للكفار ولا مضرة على المسلمين وحديث سمرة يحمل على الشيخ الذي بقي فيه نفع للكفار ومضرة على المسلمين.قوله: «شيوخ المشركين» أراد بالشيوخ الرجال ذوي القوة على القتال وبالشرخ الصبيان أهل الجلد في الخدمة كذا في "الدر النثير"..[33/26] باب الكف عن المثلة، والتحريق، وقطع الشجرة وهدم العمران إلا لحاجة ومصلحة 5226 - وعن صفوان بن عسال قال: «بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سرية، فقال: سيروا باسم الله وفي سبيل الله قاتلوا من كفر بالله ولا تمثلوا ولا تغدروا ولا تقتلوا وليدًا» رواه أحمد وابن ماجة ورجال إسناده لا بأس بهم.5227 - ويشهد له حديث ابن عباس المتقدم.5228 - ويشهد لصحتهما حديث سليمان بن بريدة عند أحمد ومسلم وفيه النهي عن المثلة، وقد تقدم في باب الدعوة.5229 - وعن أبي هريرة قال: «بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعث فقال إن وجدتم فلانًا وفلانًا الرجلين فأحرقوهما بالنار، ثم قال حين أردنا الخروج: إني كنت أمرتكم أن تحرقوا فلانًا وفلانًا وإن النار لا يعذب بها إلا الله فإن وجدتموهما فاقتلوهما» رواه أحمد والبخاري وأبو داود والترمذي وصححه.5230 - وتقدم في باب قتل المرتد حديث ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - «لا تعذبوا بعذاب الله» رواه الجماعة إلا مسلمًا.5231 - ولأبي داود من حديث حمزة الأسلمي نحو حديث أبي هريرة.5232 - وعن عبد الله بن مسعود قال: «كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فمر بقرية نمل قد أحرقت فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا ينبغي لبشر أن يُعذب بعذاب الله عز وجل» رواه أحمد قال في "مجمع الزوائد": ورجاله رجال الصحيح.5233 - وعن يحيى بن سعيد «أن أبا بكر بعث جيوشًا إلى الشام فخرج يمشي مع يزيد بن أبي سفيان وكان يزيد أمير ربع من تلك الأرباع فقال: إني موصيك بعشر خلال: لا تقتل امرأة ولا صبيًا ولا كبيرًا هرمًا ولا تقطع شجرًا مثمرًا ولا تخرب عامرًا ولا تعقرن شاة ولا بعيرًا إلا لمأكله ولا تعقرن نخلًا ولا تحرقه ولا تغلغل ولا تجبن» رواه مالك في "الموطأ" عنه وهو مرسل لأن يحيى بن سعيد لم يدرك أبا بكر.5234 - وعن جرير بن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ألا تريحني من ذي الخليصة، قال: فانطلقت في خمسين ومائة فارس من أحمس وكانوا أصحاب خيل وكان ذو الخليصة بيتًا في اليمن لخثعم وبجيلة فيه نصب تعبد يقال له كعبة اليمانية، قال فأتاها فحرقها بالنار وكسرها ثم بعث رجلًا من أحمس يكنى أبا أرطأة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يبشره بذلك فلما أتاه، قال: يا رسول الله! والذي بعثك بالحق ما جئت حتى تركتها كأنها جمل أجرب، قال: فَبْرك النبي - صلى الله عليه وسلم - على خيل أحمس ورجالها خمس مرات» متفق عليه.5235 - وعن ابن عمر: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قطع نخل بني النظير وحرقها ولها يقول حسان:وفي ذلك نزلت: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا} [الحشر:5] الآية..» متفق عليه ولم يذكر أحمد الشعر.5236 - وعن أُسامة بن زيد قال: «بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى قرية يقال لها أُبنى فقال: إتها صباحًا ثم حرق» رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة وفي إسناده صالح بن أبي الأخضر قال البخاري هو لين، وقال يحيى هو ضعيف، وقال أحمد يعتبر به، وقال العجلي يكتب حديثه وليس بالقوى، وقال في التقريب ضعيف.قوله: «ولا تعقرن» بالعين المهملة والقاف والراء في كثير من النسخ وفي نسخ ولا تعزقن بالعين المهملة والزاي المكسورة والقاف ونون التأكيد قال في "النهاية": هو القطع. قوله: «ذو الخليصة» بفتح المعجمة واللام المهملة وحكى تسكين اللام. قوله: «أحمس» بمهملتين هم رهط ينسبون إلى أحمس بن الغوث. قوله: «فبرّك» بفتح الموحدة وتشديد الراء، أي: دعى لهم بالبركة. قوله: «كأنها جمل أجرب» بالجيم وآخره موحدة أشار إلى أنها صارت سوداء لما وقع فيها من التحريق. قوله: «سراة» بفتح المهملة وتخفيف الراء جمع سري وهو الرئيس. قوله: «بني لُؤي» بضم اللام وفتح الهمزة وهو أحد أجداد النبي - صلى الله عليه وسلم - وبنوه هم قريش. قوله: «البويرة» بالباء الموحدة تصغير بورة مكان معروف قريب من الحديبية. قوله: «أُبنى» بضم الهمزة والقصر.
|